قيمة العدل
تعد قيمة العدل من القيم الجوهريّة في فكر القيادة بل إنها من صميم تراثنا الإسلامي العظيم،وقد قال منسيوس إن القيم لا تصب في أنفسنا بل هي جزء طبيعي من تكويننا،ابحث عنها تجدها؛ تجاهلها تضيع منك وقد عملت منظّمة اليونسكو بحثا لافتا للإنتباه حددت من خلاله القيم العالمية التي يجب أن تعيش وفقها الشعوب والأمم بغضّ النظر عن نوع معتقدها وطريقة فهمها للقيمة من خلال مرجعيتها الدينية وثقافتها البيئية إلا أنّنا نتفق على أن قيمة العدل مثلا قيمة عالمية تحرص عليها جميع الأمم والشّعوب،وقد حددت عام 2000م (12) قيمة عالميّة وهي الإحترام،السعادة،المسئولية،الحرية،التعاون،الصدق،ال تواضع،الوحدة،الحب،البساطة،التحمّل،
السّلام،وسنتناول في كل لقاء قيمة من قيم الإدارة الثمانية المعلنة والتي تسعى الإدارة لممارستها فعليّا،وسيكون طرحنا لها مبسّطا من حيث تعريف القيمة ومؤشّرات قياسها والتأكد أنها ممارسة فعليا،وسنتناول في هذه المقالة قيمة العدل.
- تعريف قيمة العدل:يعرف العدل تعريفا مختصرا وهو إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه،وفي الفكر التربوي والإداري والقيادي تعرّف قيمة العدل على أنّها قدرة القائد على أن يميّز بين الموظّفين في المنظّمة بناء على إنجازهم وليس على أيّ شيء آخر كالعلاقات مثلا أو النفوذ أو المصالح الشخصيّة.
- المؤشّرات السّلوكيّة:نستطيع اقتراح وصياغة مؤشّرات سلوكيّة لقيمة العدل من خلالها يحكم على المدير أنه يمارس هذه القيمة أم يمارس ضدها وهو الظّلم وهي:
1 ـ التقييم الدقيق لإنجازات الموظّفين بناء على محكّات دقيقة غير قابلة للتأويل أو الهلامية فالدوام مثلا إحدى المؤشّرات الدقيقة لأنه مضبوط بوقت محدد،التزام الموظفين بتسليم مهامهم في الموعد المحدد.
2 ـ الوفاء بالعهود المقطوعة من قبل المدير فلايعد بشيء ويمارس شيئا آخرا كأن يعلن أنه شفّاف وواضح وتثبت الممارسة المضّردة مرة بعد مرة خلاف ذلك.
3 ـ إتاحة الفرصة لجميع الموظفين لإظهار قدراتهم من خلال خطة تطوير واضحة.
4 ـ العدل في الفرص التدريبية لجميع الموظفين والتمييز بينهم على أسس دقيقة.
5 ـ مناقشة الموظّفين بشفافية ووضوح حول الملاحظات التي عليهم وعدم الخشية من المواجهة.
6 ـ احترام الآخرين حتى لو خالف المسئول بالرأي أو كانت له وجهة نظر مختلفة
وأحبّ هنا أن أنبّه إلى شيء خطير يحصل أحيانا في الممارسة وهو دخول العلاقات الشخصية في ممارسة العدل فنلاحظ أن بعض المدراء يطبق معايير العدل على أشخاص ويتسامح مع أشخاص آخرين يرتكبون نفس الأخطاء وربما أكثر وهذا يسمى في فكر القيادة الموازين غير المتسقة وهو أكثر مايفتّت ويدمر المنظّمة.
وإلى لقاء آخر.
د.خالد بن محمد المدني.